القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تتعاملين مع الزوج الذي يتحدث كثيراً عن طليقته؟

 

 

من أصعب المواقف التي قد تمر بها أي امرأة متزوجة أن تجد نفسها في مقارنة غير مباشرة مع امرأة أخرى، خاصة إن كانت هذه المرأة هي "طليقة زوجها". فأن تسمعي من زوجك مرارًا وتكرارًا عن حياته السابقة قد يشعرك بالغيرة الشديدة، وقد تُصبحين وكأنكي مجرد ظل لعلاقة انتهت ولم تُدفن تمامًا. وفي هذا المقال، لن نكتفي بوصف المشكلة، بل سنساعدكي فعليًا على فهم السبب النفسي خلف سلوك زوجك، ونُقدّم لكي طرقًا عملية وواقعية لكيفية التعامل مع الزوج الذي يتحدث كثيرًا عن طليقته.

 

كيف تتعاملين مع الزوج الذي يتحدث كثيراً عن طليقته؟

لماذا يكرر الزوج الحديث عن طليقته؟

قبل أن تواجهي زوجك أو تفسّري الأمر بأنه قلة تقدير لك، توقفي لحظة وراجعي هذه الأسباب المحتملة:

1. لم يُغلق العلاقة داخليًا

قد يكون الأمر  لم ينتهي عاطفيًا، حتى لو أُنهى الزواج رسميًا. ولا يعني ذلك بالضرورة أن زوجكي يريد الرجوع لطليقته، لكنه لم يتجاوز أثر التجربة، خاصة إن كانت مؤلمة أو مليئة بالخذلان.

2. يحاول تفسير ما مضى

ربما يحاول الزوج من خلال الحديث أن يشرح لنفسه أو لكي لماذا فشل الزواج السابق، أو لماذا اختاركي أنتي هذه المرة. أحيانًا يكون حديث الزوج عن طليقته تأكيداً لأنه تعلم الدرس.

3. يراقب تفاعلكي معه

بعض الأزواج يتحدثون عن الطليقة ليروا ردة فعل زوجاتهم: هل تهتم؟ هل تغار؟ هل ترد؟.

4. نوع من الحنين أو الملل

إذا كانت حياته الحالية تفتقر للمتعة أو الإثارة، فقد يتجه عقل زوجكي تلقائيًا لما يعرفه ويألفه. حتى لو لم تكن العلاقة السابقة سعيدة، قد يجد في الحديث عنها نوعًا من التسلية أو الهروب من الحاضر.

كيف تتعاملين مع الزوج الذي يتحدث كثيرًا عن طليقته؟

1. خليكي هادية وردّي بأسلوب واعي

لا تهاجميه ولا تدخلي في مقارنة مباشرة. خذي الكلام ووجّهيه بلطف نحو علاقتكم.

مثال:
هو قال: "كانت تسوي الطبخة هذي بطريقة معينة".
ردك ممكن يكون: "طب وش رايك نجرب نسويها بطريقتنا إحنا؟ نخليها وصفتنا الخاصة، ما أبي أعيش نسخة من أحد."

أنتي هنا حافظتي على هدوئك، لكنك وجهتي الرسالة بوضوح.

2. اكتبي له رسالة وقت ما يكون الجو هادي

الحديث أحيانًا يكون ما له فائدة وقت الغضب أو الزعل. اكتبي له برسالة كلامك بدون لوم، بس بالكلام وضوح.

مثلًا:
"أنا أحب أكون شريكتك بكل تفاصيلك، بس لما دايم تذكر طليقتك أحس إني ما لي مكان ثابت بحياتك. أبي أكون بدايتك الجديدة، مو مجرد امتداد لماضيك."

هالأسلوب يخليه يفكر من غير ما يحس إنه تحت ضغط أو هجوم.

3. غيّري مسار الكلام بشكل ذكي

كل مرة يبدأ فيها زوجك يذكر طليقته، حوّلي الموضوع لشي يخصكم، أو خطة مستقبلية.

مثلًا:
هو قال: "كنا دايم نسافر لبنان بالصيف."
أنتي تقولي: "تحب نخطط لرحلة سوا الصيف الجاي؟ ودي نعيش لحظات خاصة فينا إحنا، نبدأ ذكريات ما أحد سبقنا فيها."

هذا الأسلوب يبرمج ذهنه تلقائيًا إنه لما يذكرها، لازم بعدها يجي شي يخصك.

4. خلّيه يلاحظ الفرق بدون ما تقولين

ركّزي على تقديم تجربة مختلفة، ما عاشها معها. شاركيه لحظات مميزة، اهتمي بتفاصيله، فاجئيه بأفكار بسيطة لكن عميقة. كل ما شعر إنك تضيفين لحياته، مو تقلدين أحد، يبدأ يقارن بدون ما يبين لك. وهذا النوع من المقارنة هو اللي يبني مكانتك بقوة.

5. حوّلي الحوار عنه مو عنها

كل مرة يذكر شي صار بينهم، اسأليه عن نفسه وقتها. خليه يفكر في ذاته، مش في علاقته بها.

مثال:
هو قال: "كنا نروح دايم البر بالشتا."
أنتي: "وقتها كنت تحب البر بجد، ولا بس تمشي مع اللي كانت تفضله؟"

كده غيرتي زاوية النظر، وقللتي من حضورها بالكلام بدون تصادم.

6. إذا زاد الوضع عن حده وقفيه بهدوء

لو حسّيتي إنه كل يوم نفس السيرة، وبدا فيه تقليل أو مقارنة، قوليها له بصراحة:

"أنا أقدّر إن عندك ماضي، مثلي ومثل أي أحد، بس إني أسمع عنها دايم يخلي مشاعري تتعب. أبي أعيش معك حياتنا حنا، مو نظل نرجع ونقلب ذكريات ما عادت تفيدنا."

هذا الكلام ما فيه هجوم، لكنه فيه وضوح يحط حدود محترمة.

7. خصّصوا وقت خاص ما فيه كلام عن أي أحد من الماضي

اقترحي إن يكون لكم وقت أسبوعي خاص فيكم، مثلًا ليلة خميس أو جمعة، ممنوع فيه الحديث عن أي شي قديم.

قولي له مثلًا:
"ودي يكون بيننا وقت خاص ما ندخل فيه لا أسماء قديمة ولا مواضيع مرت. نعيش لحظتنا، ونبدأ قصة ما تشبه أحد."

هذا الوقت يكون مرسى جديد تبنون فيه ذكرياتكم كزوجين بدون أشباح من الماضي.

8. لا تنسين تقيمين العلاقة ككل

إذا ما تغير شيء بعد كل المحاولات، وصار الحديث عن الطليقة يسبب ضرر نفسي لك، هنا لازم توقفين وتراجعين علاقتكم بواقعية. هل هو فعلاً مستعد لحياة جديدة؟ هل يعطيك التقدير الكافي؟ أحيانًا الحل مو في السكوت ولا في الصبر، بل في المواجهة الواضحة وربما الاستعانة بمختص.

هل من الخطأ أن يذكر زوجك طليقته أحيانًا؟

ذكر الطليقة ليس دائمًا علامة خطر، فبعض الأزواج يذكرون علاقاتهم السابقة من باب الحديث العابر أو المقارنة غير المقصودة. لكن المشكلة تبدأ حين يتحول ذلك الذكر إلى عادة دائمة أو حضور مؤثر في حياتكما الزوجية. إذا شعرتي أن زوجك يذكر طليقته بتكرار لا داعي له، وبدأ هذا يؤثر على احترامك لذاتك أو يزعجك نفسيًا، فهنا يصبح من حقك بل من واجبك أن تتدخلي بأسلوب ذكي.

متى يكون الحديث عن الطليقة مؤشرًا لمشكلة أعمق؟

ليس كل من يتحدث عن طليقته يعني أنه ما زال يحبها، لكن في بعض الحالات، تكرار الحديث يمكن أن يكون مؤشراً على أحد هذه الأمور:

  • أنه لم يُعالج جروحه السابقة.

  • أنه يُقارن بينك وبينها باستمرار، حتى دون قصد.

  • أنه يشعر بالذنب تجاه ما مضى.

  • أنه يهرب من الحاضر لأن فيه نقص عاطفي أو مشكلات غير محلولة.

في مثل هذه الحالات، لا بد من التوقف والتمعّن: هل هناك نقص في العلاقة الحالية يدفعه للهروب؟ هل أنتي جزء من المشكلة أو فقط مستقبل لها؟ ففهم السبب يساعدكي على تحديد طريقة التعامل الأنسب.

كيف تعرفين إنك بدأتي تتأثرين نفسيًا من هذا السلوك؟

التعامل مع الزوج الذي يتحدث كثيرًا عن طليقته قد يخلق داخلكي مشاعر متراكمة دون أن تشعري. راقبي نفسك إذا لاحظتي الآتي:

  • شعور مستمر بعدم الأمان.

  • بدايات غيرة مزعجة وغير منطقية.

  • قلة تقدير لذاتك.

  • رغبة بالانسحاب من العلاقة عاطفيًا.

  • تصرفات اندفاعية مثل الصراخ أو الغضب غير المبرر.

هذه العلامات تعني أن التكرار بدأ يترك أثره عليك، وهنا من المهم أن تتحركي بحكمة لتحافظي على توازنك النفسي.

هل الصمت حلّ مناسب في هذه الحالة؟

الكثير من النساء يفضلن الصمت كي لا يفتحن باب نقاش حساس، أو خوفًا من أن يُفهمن بشكل خاطئ. لكن الصمت في مثل هذه الحالات له ثمن كبير، فقد يتحول مع الوقت إلى استسلام، ثم إلى صراع داخلي. فالذكاء ليس في السكوت، بل في اختيار الوقت والأسلوب المناسب للكلام. لا تفتحي الموضوع وقت غضب أو انفعال، بل عند لحظة هدوء، بكلمات واضحة، تحفظين بها كرامتك، وتوضّحين له أنك بحاجة لأن تكوني أنتي بس اللي في حياته.

كيف تعيدين بناء العلاقة على أساس جديد؟

حين تتعاملين مع الزوج الذي يتحدث كثيرًا عن طليقته، لا يكفي فقط أن تطلبي منه التوقف عن الحديث، بل من المهم أن تبني معه حياة جديدة فعليًا من خلال القيام بالتالي:

  • خططي معه لنشاطات أو سفرات لم يفعلها من قبل، حتى يشعر أن حياته الحالية مختلفة فعلًا.

  • اقترحي طقوسًا خاصة بينكم، مثل فطور صباح الجمعة في مكان محدد، أو أمسية قراءة مشتركة.

  • شاركيه أهداف مستقبلية، واعملي على تحقيقها معه، حتى يشعر أنه معك يتطور ويكبر.

كلما شعر أن حياتكما تصنع ذكريات جديدة، قلّ حضوره العقلي في الماضي، وزادت فرصته للانفصال الذهني والعاطفي عن التجربة السابقة.

ما الذي لا يجب أن تفعليه إطلاقًا؟

من المهم أن تنتبهي لبعض التصرفات التي قد تضرّك أكثر مما تنفعك:

  • لا تدخلي في منافسة مع طليقته.

  • لا تطلبي منه يمسح ماضيه بالكامل.

  • لا تراقبي حساباته أو تسأليه عن تفاصيل قديمة.

  • لا تستخدمي موضوع الطليقة كتهديد في كل شجار.

كل هذه التصرفات تضعفك أمامه، وتجعلك تبدين في موقف ضعف، بينما المطلوب أن تظهري وعيك، اتزانك، وثقتك في نفسك كامرأة قادرة على أن تبني علاقة متجددة دون خوف.

أنتي بداية جديدة، لا تكوني نهاية قصة غيرك

إذا كنتي تتساءلين كيف تتعاملين مع الزوج الذي يتحدث كثيرًا عن طليقته، فالإجابة تبدأ من إدراكك لقيمتك. لا تجعلي الماضي يحدد مستقبلك، ولا تسمحي لكلام يتكرر أن يشوه صورتك عن نفسك. فالتعامل مع مثل هذه المواقف يحتاج إلى توازن: وضوح دون عدوانية، حزم دون جفاف، وحنكة دون تنازل. هذا وتحتاج الحياة الزوجية إلى شجاعة، وأنتي تملكين القدرة على أن تكوني حاضرة بقوة، دون الحاجة لإثبات نفسك أمام شبح من الماضي.

وفي ختام مقالنا، يمكن القول أن التعامل مع الزوج الذي يكثر الحديث عن طليقته يتطلب وعيًا عاطفيًا ونضجاً في التواصل. لا يعني صمتك رضا، ولا يعني اعتراضك هجومًا، بل المفتاح الحقيقي هو أن تُعبّري عن مشاعرك بصدق، وتبني مع شريكك علاقة جديدة لكما وحدكما. لا تسمحي لصدى الماضي أن يطغى على صوت الحاضر، وكوني دائمًا المرأة التي تصنع أثرها لا التي تلاحق أثر غيرها.

 

أنت الان في اول موضوع

تعليقات