القائمة الرئيسية

الصفحات

طرق التعامل مع الطفل العدواني

التصرفات العدوانية احدى المشاكل الرئيسية التي يعاني منها عدد كبير من الأطفال والتي تنعكس على حياتهم الشخصية والاجتماعية والعلمية بشكل كبير. فالطفل بحاجة الى تكوين الصداقات والتعرف على المحيطين به والأهم أن تكون علاقته بإخوته سليمة و قائمة على المحبة والتعاون ولكن سلوكه العدواني يمكن أن يؤدي الى ابتعاد العديد من الاشخاص عنه وتجنب اللعب او الاحتكاك به تجنبا لتصرفاته. وسنتناول طرق التعامل مع الطفل العدواني التي توصل لها علماء الاجتماع والسلوك لمساعدة الأهل على حل هذه المشكلة.

 

طرق التعامل مع الطفل العدواني

مشكلة التعامل مع الطفل العدواني

طفلي عدواني ولا يعرف كيف يتعامل مع اخوته ورفاقه الا باستخدام العنف؟ سؤال يوجهه العديد من الاهالي ويشعرون بالعجز امام تصرف ابنهم اللامعقول والذي يفقده محبة اهله واصدقائه. كما أنه يؤثر على مستواه التعليمي كما أنه سيعاني في تكوين اصدقاء له في المدرسة فيشعر بالوحدة. وتختلف طرق التعامل مع الطفل العدواني بناء على عمر الطفل والأسباب التي أدت الى ظهور هذه التصرفات لدى الاطفال وتختلف  طرق العلاج بين العلاجات السلوكية والنفسية والتغذية. 

السلوك العدواني عند الطفل

عادة ما يظهر السلوك العدواني عند الأطفال في مراحل مبكرة من العمر وذلك بسبب عدم قدرته على التواصل بطريقة صحيحة مع الأهل وعدم معرفتهم برغباته دائما مما يدفعه للتصرف بطريقة عدوانية تبدأ بالصراخ ثم الضرب وقد تصل الى تحطيم الاشياء بحال عدم قدرة الأهل على فهمه واحتوائه. وقد تستمر معه هذه التصرفات ويتطبع الطفل بها ويجدها افضل طريقة للحصول على كل ما يريده بسهولة وعدم الالتزام بأوامر الاهل وتوجيهاتهم لأنهم لايريدون أن يعود للصراخ والبكاء والضرب. وتزداد الأمور صعوبة عندما يعتقد أنه قادر على استخدام هذا الأسلوب مع جميع الناس سواء داخل أو خارج المدرسة.

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال

تختلف أسباب السلوك العدواني من طفل لآخر ومن أهمها: 

  • عدم القدرة على التواصل مع الأهل والمحيطين والتعبير عن رغباته بسبب صغر السن او وجود اعاقة معينة. 

  • عدم احتواء الاهل للطفل والاهتمام به والتعبير عن حبهم له. 

  • استخدام العنف والعدوانية للدفاع عن النفس. 

  • يستخدم بعض الأطفال العدوانية كطريقة لجذب انتباه الاخرين له سواء الاهل او رفاقه في المدرسة.

  • يعد الدلال الزائد وحصول الطفل على رغباته سبب في تصرف الطفل بعدوانية عند رفض احدى رغباته.

  • الشعور بالدونية وتنمر الآخرين عليه.

  • تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي ملونات غذائية ومواد كيميائية وسكريات صناعية.

دور الأهل في تعديل السلوك العدواني للأطفال

  • يسبب سلوك الطفل العدواني العديد من المشاكل ضمن المنزل وخارجه وقد تؤدي الى نفور الآخرين منه وتجنب اللعب ومشاركته في حياتهم الدراسية والاجتماعية. ولذلك يجب على الأهل فهم دورهم جيد في تعديل سلوك ابنهم. ويعد كبت المشاعر وعدم القدرة على التعبير سواء بسبب افتقاد الطفل للمهارات اللغوية اللازمة للتعبير أو بسبب عدم سماع الأهل لرغباته ومشاعره العامل الأساسي في تحول الطفل ليصبح وحيد جدا وصامت او عدوانيا بشكل واضح.
  •  ولذلك يجب على الاهل تعويد الطفل منذ الصغر على البوح بمشاعره والتكلم بحريه مع اهله دون خوف او خجل. وشعور الطفل بالأمان و الاهتمام يجعله أكثر هدوء وقدرة على التعامل مع الآخرين. وعلى الأطفال أن تتعلم لغة الحوار مع الآخرين والتعبير والمشاركة بطريقة فعالة دون حدوث أي خلافات وتقبل اراء الاخرين وافكارهم. وتعويد الطفل على التعامل بهدوء في المشاكل دون أن يظهر ردود افعال عدوانية وحل هذه المشاكل بعقلانية.
  • واللجوء للاهل او لإدارة المدرسة عند تعرضه لأي مشكلة توتره للاستعانة بهم على حلها بطريقة صحيحة. اضافة الى ذلك فأن وجود مجموعة من القواعد المحددة في المنزل والتعامل بجدية مع هذه القواعد يساعد الطفل كثيرا على تجنب العنف والسلوك العدواني وخاصة مع اخوته الاصغر منه سننا.

أساليب التعامل مع عدوانية الطفل

بحث علماء التربية وعلم النفس أن إصلاح السلوك العدواني عند الأطفال إنما يبدأ منذ الطفولة المبكرة. وكلما تأخر الأهل في علاج هذه المشكلة ازدادت صعوبة.ولذلك يجب أن يتعرف الأهل على كيفية التعامل مع سلوك الطفل العدواني باكرا ومن اهم هذه الاساليب: 

  • ادراك ومعرفة حاجات الطفل الصغير قبل أن تبدأ نوبة الغضب من خلال فهم لغته وطرق تعبيره عن حاجاته.

  • الطفل مرآة الاهل فهو يتعلم كل شيء منهم لذلك يجب على الأهل الانتباه جيدا اثناء التصرف أمام الطفل فيبتعدوا عن الغضب والعصبية وعدم التصرف بعدوانية امامه. 

  • عند رؤية الطفل يتصرف بعدواني يجب على الأهل احتوائه والتكلم معه بهدوء وعند الانصياع لرغباته الا بعد أن يهدأ ويعتذر عن تصرفه. ويعد احتضان الطفل الصغير للسيطرة على غضبه احدى الطرق التي تساعده على الهدوء والاطمئنان.

  • حاول أن توجه للطفل أوامر مباشرة بكلمات سهلة مثل توقف  بطريقة هادئة مع النزول لمستوى الطفل ومواجهة عينيه ليدرك انك جاد في تصرفاتك.

  • احدى الطرق التي يمكن استخدامها مع الأطفال الصغار هي لفت تشتيت انتباههم وتوجيه أنظارهم نحو أشياء أخرى.

  • إعطاء الطفل مهلة قصيرة ليستعيد هدوءه قبل أن يحاول أحد الوالدين شرح فكرة رفضهم لسلوكه العصبي والعدواني. وخلال هذه المهلة يجب أن يبقى أحد الوالدين مع الطفل حتى لا يؤذي نفسه ويفهم أن المهلة التي تم منحها له إنما هي فرصته ليفكر في تصرفه.

  • يعد العقاب الصامت هو أحد الطرق التي تساعد الطفل على التفكير في تصرفاته وما تسببه من مشاكل له ولأسرته وعادة ما يكون العقاب مناسب لعمر الطفل وتصرفاته وردود أفعاله مثل وضعه في مكان ثابت على كرسي او كنبة بمكان امن بحيث يستطيع الاهل رؤيته جيدا وتركه فترة قصيرة ليفكر بتصرفه بهدوء. ثم يقوم الاهل بالتكلم معه حول فهمه لسبب العقاب وعن تصرفاته الخاطئة. ومن الضروري أن يعرف الأهل أن الأولاد الصغار يستجيبون أكثر الأوامر المباشرة دون استخدام أدوات للنفي وعوضا عن قول لا تغضب يجب أن تخبره كن هادئ و انت طفل جيد ومميز وغيرها من العبارات الايجابية لتتم برمجة عقله الباطن بطريقة صحيحة.

     

التعامل مع سلوك الطفل العدواني يحتاج الى الكثير من الهدوء والصبر والقوة لتحمل ردود أفعاله والقدرة على السيطرة عليها جيدا. وقبل أن تحاول القيام بأي من طرق التعامل مع الطفل العدواني التي ذكرناها لابد من معرفة السبب الحقيقي الذي ادى إلى توليد تلك التصرفات. لان الطفل يولد بطبيعته هادئ ومحب للاخرين وتتطور افعاله وتصرفاته وفق لتصرفات المحيطين به وارشاداتهم له. لذلك يجب على الأهل التركيز جيدا على مراحل العمر الأولى للطفل والسعي لتربيته وتنشئته بطريقة صحيحة وبناء شخصية قوية ومتزنة.


تعليقات